تآكل مينا الأسنان: الأسباب، والوقاية، والعلاج
تشكّل مينا الأسنان مادّة تحمي الأسنان من الإصابات والأذى والكيميائيّ، وهي تعتبر الغطاء الخارجيّ لها كونها قويّة للغاية. في الواقع، إنّها أقوى نسيج في جسم الإنسان، وحتّى أصلب من العظام.
يُعرف تراجع سطح الأسنان الذي يحصل بفعل حمض يذيب المينا وعاج الأسنان بمصطلح "التّآكل". قد تفقد الأسنان بنيتها لأسباب عديدة1.يشكّل المينا خطّ الحماية الأوّل بوجه العديد من المواد الّتي تتعرّض لها الأسنان من أطعمة وسوائل، ونتيجةً لذلك، فهي عرضة للتّآكل.
قد يؤدّي تآكل المينا إلى تغيير لون الأسنان والشعور بالانزعاج. لا يمكن إعادة بناء المينا على الأسنان، إلّا أنّه يمكن تجنّب تآكلها من خلال العناية بالأسنان ونظافة الفم الجيّدة.
أسباب تآكل الأسنان والمينا
تعدّ الأحماض الموجودة في الوجبات والمشروبات أحد الأسباب الرّئيسة لتآكل طبقة المينا. لحماية الأسنان، يعمل اللّعاب2 بانتظام على تحييد الأحماض الّتي نتناولها/ نشربها. سوف تتآكل الطّبقة الخارجيّة من المينا مع مرور الوقت في حال تناول الكثير من الطّعام الحمضيّ وعدم تنظيف الأسنان بشكل صحيح.
لذلك، يجب مراقبة ما نأكله ونشربه3. فيما يلي بعض الأمور الّتي يجب تجنّبها:
الأطعمة الحمضيّة كالتّفّاح والحمضيّات.
المشروبات الفاكهية والعصائر والمشروبات الغازيّة.
الفيتامين سي (C) الموجود في الحمضيّات.
الأطعمة السّكريّة.
الأطعمة النّشويّة.
يمكن أن يحصل تآكل المينا بسبب عوامل أخرى، مثل:
انخفاض نسبة تدفّق اللّعاب.
بعض الأدوية.
اضطرابات الأكل الّتي تعطّل الجهاز الهضميّ وتعرّض الأسنان لأحماض المعدة.
الاضطرابات الجينيّة، كنقص تنسّج المينا الّتي يؤثّر في نموّ الأسنان.
الوقاية من تآكل الأسنان والمينا وعلاجه
تذكّروا أنّ المينا مادّة صلبة للغاية. ولسوء الحظ، وبسبب افتقارها إلى الخلايا الحيّة، فهي غير قادرة على إصلاح نفسها إذا تعرّضت للتآكل الفعلي أو الكيميائي. يشير ذلك إلى أنّ فقدان المينا يعني خسارتها للأبد كونها لا تنمو مرّة جديدة5.
ومن ناحية أخرى، يستغرق تآكل المينا فترة طويلة. لذلك، حتّى لو حصل ذلك بالفعل، يمكنكم منعه من أن يزداد سوءًا.
يمكن لطبيب الأسنان أن يساعدكم ببعض الأساليب إذا كنتم تعانون من تآكل كبير في المينا. تكمن الطّريقة الأولى في إجراء يعرف باسم ترابط الأسنان وهو تقنيّة تتضمّن وضع مادّة بلون الأسنان تسمّى الرّاتنج على الأسنان المصبوغة أو المكسورة. يخفي الرّاتينج تغيّر لون الأسنان ويحميها في الوقت نفسه. إذا تغيّر لون أسنانكم الأماميّة بسبب تدهور حالة المينا، فقد يكون ربط الأسنان خيارًا مناسبًا. في الحالات الأكثر خطورة، يمكنكم وضع قشرة أو تاج على أسنانكم لوقف تدهورها.
وحتّى إذا تآكل مينا أسنانكم، فإنّ نظافة الفم الجيّدة تساعد على منع تدهور ذلك.
المراحل الخمسة لتسوّس الأسنان (تآكل المينا جزء من هذه المراحل) والّتي يجب أن نكون على دراية بها هي:
المرحلة الأولى1: التّنقية الأوّليّة . يبدأ تآكل المينا عند تعرضّ هذه الطّبقة لمواد حمضيّة. حينها، قد نلاحظ بقعة بيضاء على أحد الأسنان. تعتبر هذه المنطقة الّتي تفقد المعادن أوّل مؤشّر لتسوّس الأسنان.
المرحلة الثّانية: تآكل طبقة المينا . سوف تتآكل طبقة المينا أكثر إذا استمرّت عمليّة التّحلّل. مع مرور الوقت، قد تزيد البقع البيضاء على السّنّ عمقًا ليتحوّل لونها إلى بنيّ. كما تظهر التّجاويف، المعروفة أيضًا باسم تسوّس الأسنان، عند تآكل المينا. من الضّروريّ معالجة التّجاويف عند طبيب الأسنان الّذي يعمل على ملئها.
المرحلة الثّالثة: تآكل العاج . يشكّل العاج النّسيج الرّخو الّذي يقع تحت المينا، وهو أكثر عرضة للتّلف الحمضيّ من المينا كونه أكثر ليونة. نتيجةً لذلك، يتطوّر تسوّس الأسنان بسرعة أكبر بمجرد وصوله إلى العاج. كما يحتوي العاج على أنابيب تصل إلى أعصاب السّنّ. لذلك، قد نعاني من حساسيّة الأسنان عندما يتأثّر العاج بسبب تسوّس الأسنان.
المرحلة الرّابعة: تلف اللّبّ . يشكّل اللّب طبقة عميقة داخل السّنّ، وتوفّر أعصابه الإحساس بالأسنان. عندما يصاب اللّبّ، قد يلتهب وينتفخ أيضًا. إذا كانت الأنسجة غير قادرة على استيعاب التّضخّم، قد يعاني الفرد من ضغط شديد على أعصاب الأسنان.
المرحلة الخامسة: الخرّاج. عندما ينتشر تسوّس الأسنان في اللّبّ، يمكن للبكتيريا أن تخترق وتنتج عدوى. والخرّاج عبارة عن جيب من القيح تتشكّل في قاع السّنّ نتيجة زيادة الالتهاب فيه. ولأنّ العدوى قد تنتشر في جميع أنحاء الجسم، يجب معالجة خرّاج الأسنان في أسرع وقت ممكن.
لى هذا النّحو، يجب الحفاظ على مينا الأسنان قدر الإمكان، حتّى لا تسبّب مخاوف الأسنان هاجسًا كبيرًا في الحياة. حافظوا على الأسنان قويّة بتجنّب تآكل المينا من خلال اتّباع روتين للعناية بالأسنان لا تشوبه شائبة واستخدام منتجات Listerine . استفيدوا من Listerine® mouthwash المناسب لاحتياجاتكم ولا تنسَوا تنظيف أسنانكم بالفرشاة والخيط يوميًّا. تأكّدوا من جدولة الفحوصات السّنويّة عند طبيب الأسنان كذلك.
المراجع
Moynihan, P., & Petersen, P. E. (2004). Diet, nutrition and the prevention of dental diseases. Public health nutrition, 7(1a), 201-226.
Attin, T., Weiss, K., Becker, K., Buchalla, W., & Wiegand, A. (2005). Impact of modified acidic soft drinks on enamel erosion. Oral diseases, 11(1), 7-12.